التيه السياسية
بقلم زبير الشهودي (قيادي في حركة النهضة)-
قد يكون من الغير الموضوعي طرح جدل حول الخط السياسي لأي طرف في الزمن الانتخابي حيث يتحول الفاعل السياسي إلى كائن تواصلي همه جلب الأصوات الانتخابية وتبرز التقلبات في المواقف والآراء، ومن الثابت أن ما بعد زلزال النتائج الرئاسية في دورتها الأولى وبروز موجة ثانية للثورة التونسية يلوح تخبط الشخصيات والأحزاب السياسية في المراجعات والبحث عن استيعاب لحظة التيه السياسية التي تعيشها النخبة، وإنه من اللافت الخطاب الصادر عن بعض قيادات حركة النهضة من حيث عودة الروح للغة الثورية بل بكلمات راديكالية تطلق من أجل التعبئة والتحفيز وهنا سأسمح لنفسي بإبداء رأي من موقعي كمشارك في نقاش لوائح المؤتمر العاشر حيث دار نقاش عميق في تثبيت الخط السياسي القائم على منهج الإصلاح والتدرح فيه وتجنب الانزلاق في التغيير الجذري للاوضاع هذا الذي يعيش موجة حضور الآن وجب ترك المجال لها للفعل و التموقع دون محاولة استيعابها أو التلون بخطابها .
فالخط الثوري منهج التغيير الجذري والخط الثوري منهج التغيير الإصلاحي خطان متباينان فالأول له مبررات كثيرة لاعتبار فشل الخط الثاني في تحقيق أهداف الثورة والعدالة الانتقاليةو الاجتماعية وأي محاولة لإبعاده أو احتواءه قد تكلف ردة فعل غير محسوبة بسبب اليأس من الإصلاح ولأن منهج الإصلاح والذي تتزعمه النهضة خط مجمع حوله في المؤتمر إذ تبنيه طبيعة المرجعية الإسلامية القائمة على التلطف والتدرج وتقتضيه الشخصية النهضوية وطبيعة المجتمع فإن أي محاولة لتغيير هذا الخط دون العودة إلى المؤسسات العليا ومن خلال نقاش عميق هو انحراف لا يزيدنا إلا لخبطة فلا مبرر للانتكاسة على منهج أصبح مرجعا للربيع العربي في احتواء المنظومة القديمة فهذا الذي جنبنا الاحتراب وأعطى لنا فرصة كاملة من أجل بناء التنمية التي فشلنا فيها ليس خطأ في الخط السياسي إنما لضعف فادح في تنزيله حيث غابت الكفاءة واختلط الأمر بين التعاون والتماهي وفي تقديري ما نحتاجه من الموجة الثانية للثورة هو تغيير راديكالي في الأشخاص ” القيادة ” والبرامج والوسائل من أجل إنفاذ الإصلاح في التجربة التونسية وإعطاء الفرصة كاملة لغيرنا و أعتقد مرة أخرى أن الكثير منا تسعهم بيوتهم .