فتح القرار المفاجئ لرئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي بتأجيل بدء العمل بالتوقيت الصيفي، فصلا جديدا من فصول الخلاف في هذا البلد الذي تعصف به الأزمات السياسية في ظلّ انهياراقتصادي غير مسبوق جعل من 80 في المئة من سكانه تحت خط الفقر.
وأفاق اللبنانيون اليوم الأحد على توقيتين مختلفين، بسبب الخلاف بين السلطات السياسية والدينية حول موعد الانتقال إلى التوقيت الصيفي.
وأعلن رئيس الوزراء المؤقت نجيب ميقاتي بدء العمل بالتوقيت الصيفي مع نهاية شهر رمضان، مما يسمح للمسلمين بالإفطار يومياً في وقت أبكر.
إلا أن البطريركيّة المارونيّة أعلنت عدم تنفيذ القرار الحكومي، والتزامها بالتوقيت الصيفي العالمي وبدء تطبيقه الأحد الأخير من شهر مارس الجاري، كما جرت العادة كل عام.
كما رفض كل من حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر المسيحيين القرار الحكومي.
وأعلن ميقاتي، وهو مسلم سني، يوم الخميس، قراره بتأجيل بدء التوقيت الصيفي حتى منتصف ليل 20 أفريل المقبل.
كما قررت عدة مؤسسات لبنانية كبرى تجاهلها لقرار ميقاتي.
كما أعلنت قنوات تلفزيونية عدة اعتماد التوقيت الصيفي، بينها المؤسسة اللبنانية للإرسال انترناسيونال (أل بي سي) التي أشارت إلى أن عدم الالتزام بالساعة العالمية “سيؤثر على أعمالنا”.
وأعلنت شركة طيران الشرق الأوسط “تقديم مواعيد إقلاع كل الرحلات المغادرة من مطار رفيق الحريري الدولي ساعة واحدة”، بعدما كانت أصدرت بطاقات سفرها بحسب مواعيد التوقيت الصيفي العالمي.
وأعلن وزير التربية اللبناني عباس حلبي أن القطاع التربوي سيلتزم بالتوقيت الصيفي، رغم إعلان الحكومة اللبنانية تأخير بدء العمل بهذا التوقيت حتى نهاية شهر رمضان.
وكتب وزير التربية سلسلة تغريدات على حسابه على موقع “تويتر” قال فيها “التوقيت الصيفي في المدارس والمهنيات والجامعات يبقى معتمدا (…)، فلا يجوز أن نترك المؤسسات التربوية والمهنية والجامعية في حيرة من أمرها ، والأهل على غير هدى لجهة أي ساعة يتوجه أولادهم إلى المدارس”.
وقال عباس حلبي الذي ينتمي الى الطائفة الدرزية “في ظل المخاطر الكبرى التي تعيشها البلاد، (…) أدعو جميع اللبنانيين إلى التخفيف من حدة الصراع الإعلامي والابتعاد عن أي قرارات جديدة كالقرار الذي اتخذ موخراً حول عدم تغيير الساعة كما درجت العادة، وهو الذي سعّر الخطاب الطائفي في البلاد ونحن كنا ولا زلنا في غنى عن موضوع إضافي للانقسام”.
الارتباك على مستوى التوقيت طال أيضاً مستخدمي الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية التي تحول بعضها تلقائياً إلى التوقيت الصيفي، إذ لم يتم إخطار العديد من المشغلين بالتغير الحاصل على مستوى تأجيل العمل بالتوقيت الصيفي.
وسخر معلقون على وسائل التواصل الاجتماعي من الجدل المبالغ فيه ومن اتخاذه منحى طائفياً، معتبرين أنه غير مبرر خصوصاً في بلد أنهكته الأزمات.
موزاييك + وكالات