ان التضامن من أجل البقاء قد تمظهر بأقوى معانيه لدى المنتفضين اللبنانيين هذه الليلة . اللبنانيون ضربوا بعرض الحائط كل الموانع الطائفية التي وضعها امراء الحرب بينهم . لم تعد الطائفة ركنهم المنيع ، بل اصبحت مجرد شمّاعة يستخدمها الزعيم لشد العصب الطائفي عند جماعته عشية اي استحقاق يستشعر فيه الخطر على امتيازاته .
ما جرى في تونس من تغيير من خارج الأُطر التنظيمية الحزبية، كان نتيجة إرادة جَمعية للشعب، أطاحت بهياكل الوهم التي اصطنعتها احزاب السلطة . علينا في لبنان استلهام التجربة التونسية النموذجية في إيصال الحاكم من الشعب مباشرة .
الانعطافة التاريخية قد توفّرت . نريد سلطة لديها الثقة والمسؤولية لا التخوين والإقطاع السياسي. لا صوت يعلو فوق صوت الشعوب . على أحزاب السلطة اللبنانية ان تعترف بالفشل وتقديم قادتها لمحاكمة عادلة اقلُّ ما فيها استعادة الاموال العامة المنهوبة منهم . انتهى عصر الإحتماء بالطائفة ليبزغ خلاص لبنان .
محمد الحسيني
واصلوا يا شعب لبنان واتحدوا ففي الإتحاد قوة