علّق أيمن البوغانمي الأستاذ والباحث في الشؤون السياسية وتاريخ الاقتصاد مختص في البلدان الناطقة بالانقليزية، خلال استضافته في برنامج ميدي شو اليوم 11 ديسمبر 202، عن اعتراف الولايات المتحدّة الأمريكية بسيادة المغرب على الصحراء الغربية وإعلان التطبيع المغربي مع الكيان المحتل، معبّرا عن أهمية هذا الحدث بما أنّ هذا البلد السابع عمليا الذي يدخل في حالة تطبيع مع الكيان المحتل.
وقال إنّ الاعتراف بالسيادة المغربية على أراضي الصحراء المغربية سيزيد من التوتر بين كلّ من المغرب والجزائر.
وأكّد أيمن البوغانمي أنّ “ماهو اسوأ من التطبيع مع الكيان المحتل هو التطبيع مع من يحكمه” وهو بنيامين نتنياهو الذي ينتمي إلى اليمين المتطرف الذي يرفض تقديم أي شيء.
وأوضح ذلك بأنّ هناك تيارين رئيسيين أولهما اليمين المتطرف الذي يرى أنّ السلام مقابل السلام، والتيار الثاني قائم على مبدأ “السلام مقابل تقديم بعض التنازلات للفلسطينيين”، معتبرا أنّ ما قدّمه نتنياهو لفائدة الكيان لا يمكن لأي حكومة قادمة أن تقبل بأقل منها.
ونوّه ضيف “ميدي شو” إلى أنّ الدعم الأمريكي للمغرب لا يمكن الاستهانة به، معتبرا أنّ أمريكا أصبحت “مرتزقة ديبلوماسية” تقوم بصفقات تجارية، فمن يريد مصلحة من أمريكا يكفي أن يعترف بالكيان المحتل، وفق تعبيره.
وأشار إلى أنّ كلّ من يعتقد أنّ بايدن سيغر في السياسة الامريكية خاطئ، متوقعا أنّ بايدن لن يغير في السياسة امريكية إلاّ شكلا.
تونس تتعرض لضغوط للتطبيع مع الكيان الصهيوني:
اعتبر أيمن البوغانمي أنّ تونس تتعرض إلى ضغوط كبيرة في ما يتعلق بمسألة التطبيع مع الكيان المحتل، مشيرا إلى أنّ النائب الفرنسي المساند للصهيونية ماير حبيب طلب من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الضغط على حلفائه في المنطقة، بما في ذلك تونس، من أجل تطبيع العلاقات.
وقال إنّه لو كان مستشارا للرئيس قيس سعيد فسيكون في حالة حرج، لأنّ سعيد صعد كثيرا في خطاباته بخصوص هذه المسألة، وفق قوله.
وأضاف: “حين تكون دولة ضعيفة وحين لا تملك وسائل القوة ووسائل الاستقلالية الاقتصادية، بما في ذلك دولة تونس، يمكن تصعيد الخطاب كما تشاء ولكن في نهاية الأمر المسألة ليست مسألة إرادة وإنما هي مسألة وسائل”.
كما أشار إلى أنّ الاستقرار الذي عاشته تونس منذ فترة الاستقلال كان مضمونا دوليا ولكنّه بدأ يُرفع تدريجيا.
ومقابل هذه الصراعات، فإنّ النخب السياسية والإعلامية والثقافية في تونس تغرق في صراعات أكثرها صغيرة وتافهة وحسابات أكثرها تتجاوزها، وفق تعبيره.
وقال إنّ البلدان التي كانت تعيش نوعا من الاستقرار بوجود الولايات الأمريكية التي كانت تمنع أي مغامرات في منطقة الشرق، لأنّها منطقة استراتيجية مهمة بالنسبة لها وتعتبر مزودا أساسيا للموارد الطاقية، لكن هذه القيمة تراجعت وهو ما ينذر بالخطر.
وبالنسبة للمطبعين مع الكيان المحتل، اعتبر البوغانمي أنّ من يعتقد أنّه سيدافع عنه فهو واهم، لأنّه يتدخل فقط عندما يكون معنيا.