توقّع البنك الدولي أن يبلغ نمو الناتج المحلّي الإجمالي في تونس خلال سنتي 2023 و2024 بنسب على التوالي 3،3 بالمائة و3،6 بالمائة، مذكّرا بنسب سنوات 2022 و2021 و2020 التي بلغت على التوالي 2،5 بالمائة و4،4 بالمائة و8،8- بالمائة
كما أفاد أحدث تقرير للبنك الدولي عن الآفاق الاقتصادية العالمية، نشره، الثلاثاء، بأنّ معدلات النمو العالمي تتباطؤ بشدة في مواجهة ارتفاع معدلات التضخم وارتفاع أسعار الفائدة وانخفاض الاستثمارات، والاضطرابات الناجمة عن الغزو الروسي لأكرانيا، وبالنظر إلى الأوضاع الاقتصادية الهشة، فإنّ أيّ تطوّر سلبي جديد مثل التضخم الأعلى من المتوقع أو الارتفاع المفاجئ في أسعار الفائدة لاحتواء هذا التضخم، أو عودة تفشي فيروس كورونا، أو تصاعد التوترات الجيوسياسية يمكن أن يدفع الاقتصاد العالمي إلى الركود.
وستكون هذه هي المرة الأولى منذ أكثر من 80 عاما التي يشهد فيها عقد واحد اثنتين من موجات الركود العالمي.
كما توقع البنك الدولي، أن ينمو الاقتصاد العالمي بمعدل 1،7 بالمائة في سنة 2023 و2،7 بالمائة في سنة 2024
ومن المتوقع، أيضا، أن يكون التراجع الحاد في النمو واسع النطاق، مع تعديل التوقعات لتنخفض إلى نحو 95 بالمائة من الاقتصادات المتقدمة ونحو 70 بالمائة من اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية
ورجح التقرير ذاته، أن يتباطأ معدل النمو في الاقتصادات المتقدمة من 2،5 بالمائة في سنة 2022 إلى 0،5 بالمائة في سنة 2023.
ولفت، كذلك، إلى أنه على مدى العقدين الماضيين، حملت فترات التباطؤ الاقتصادي بهذا الحجم نُذر ركود عالمي. ففي الولايات المتحدة، من المتوقع أن ينخفض معدل النمو إلى 0،5 بالمائة في سنة 2023 ، أي أقل بمقدار 1،9 نقطة مائوية عن التوقعات السابقة، الأمر الذي يمثل أضعف أداء خارج حالات الركود الرسمي منذ سنة 1970.
كما قدر البنك الدولي في سنة 2023، أن يبلغ معدل النمو بمنطقة الأورو انخفاضا من 1،9 بالمائة بعد تعديل التوقعات. وفي الصين، من المتوقع أن يبلغ معدل النمو 4،3 بالمائة في سنة 2023 أي أقل من التوقعات السابقة بمقدار 0،9 نقطة مئوية.
وباستثناء الصين، من المتوقع أن يتراجع معدل النمو في اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية من 3،8 بالمائة في سنة 2022 إلى 2،7 بالمائة في سنة 2023، مما يعكس ضعف الطلب الخارجي بدرجة كبيرة بسبب ارتفاع معدلات التضخم، وانخفاض قيمة العملة، وتشديد شروط التمويل، ناهيك عن الأوضاع المعاكسة على الصعيد المحلي.
كما تنبأ البنك الدولي في نهاية سنة 2024، ستنخفض مستويات إجمالي الناتج المحلي في الاقتصادات الصاعدة والنامية بنحو 6 بالمائة عن المستويات المتوقعة قبل تفشي جائحة كورونا.
وعلى الرغم من أنه من المتوقع أن يستقر معدل التضخم العالمي عند مستوى متوسط، فإنه سيظل أعلى من مستويات ما قبل الجائحة.
وعرض التقرير، أول تقييم شامل لآفاق نمو الاستثمار في اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية في المدى المتوسط. ففي الفترة الممتدة بين 2022 و 2024، من المرجح أن ينمو إجمالي الاستثمار في هذه الاقتصادات بنحو 3،5 بالمائة في المتوسط ، أي أقل من نصف المعدل الذي كان سائداً في العقدين الماضيين.
ووضع التقرير قائمة من الخيارات أمام واضعي السياسات لتسريع وتيرة نمو الاستثمار.
وخلص التقرير، قائلا، “لا تزال كفة ميزان المخاطر المحدقة بالنمو تميل نحو الهبوط، فالآثار غير المباشرة الناجمة عن المزيد من الضعف في أوضاع الشركاء التجاريين الرئيسيين، وتشديد الأوضاع المالية العالمية، وتزايد المخاطر المرتبطة بتغير المناخ، وتفاقم التوترات الاجتماعية، وعدم الاستقرار السياسي، تسلط جميعها الضوء على احتمال حدوث المزيد من حالات الانكماش الاقتصادي وزيادة معدلات الفقر”.
وقد يؤدي المزيد من التدهور في الأوضاع المالية أو الاقتصادية على الصعيدين العالمي والمحلي إلى دخول البلدان التي تعاني اختلالات كبيرة في اقتصادها الكلي نَفقَ الأزمات.
وات