لجأت شركات الشحن العالمية إلى اعتماد أقصى الأساليب الأمنية وأكثرها تطوراً من أجل التصدي لأي عمليات سرقة وسطو ممكن أن تتعرض لها حمولات لقاح كورونا، التي تصل الملايين من جرعاتها يومياً من الدول المصنعة لها إلى كل بلدان العالم، وذلك امتثالاً لتحذيرات سابقة أطلقتها منظمة الشرطة الجنائية الدولية “الإنتربول”، بعد أن توقعت زيادة كبيرة في عمليات السطو المسلح على شحنات اللقاح، إضافة إلى عمليات السلب والنهب التي قد تنفذها الميليشيات المناهضة للتلقيح.
حسب تقرير لوكالة Bloomberg الأمريكية، الثلاثاء 2 مارس 2021، فإن عمليات السرقة والسطو تكلف الشاحنين سنوياً 40 مليار دولار من السلع التي على شاكلة هواتف الجيل الخامس، والأحذية الرياضية التي يصل سعرها إلى 500 دولار، وحقائب اليد التي يصل سعرها إلى 5000 دولار، وتستخدم هذه الشركات أساليب تتراوح بين زيادة القوى العاملة وبين مهارات الجاسوسية الرقمية الجديدة.
شركة الشحن الهولندية H. Essers، التي تنقل بصفة دورية شحنات حساسة مثل الأموال والمقتنيات الفنية الثمينة، اختارت سائقيها الأكثر خبرة من بين طاقم السائقين المكون من 600 سائق، لنقل جرعات لقاحات فايزر- بيونتك حول أوروبا، من منشأة الإنتاج الموجودة في بلجيكا.
بالرغم من كون السائقين المختارين لهذه المهمة، وعددهم 250 سائقاً، قد عملوا مع الشركة لحوالي عقد من الزمان في المتوسط، سوف يخضع هؤلاء لفحوصات أمنية معززة، إذ إن أبواب الشاحنات التي يقودونها سوف تحتوي على أقفال رقمية لا تُفتح إلا عن بُعد، وسوف يتلقى السائقون تدريبات إضافية حول كيفية الرد على أي هجوم على شحنات اللقاحات.
في السياق نفسه قال رون فان هولاند، مدير شركة Essers الذي يشرف على التدابير الأمنية: “من الناحية الأمنية، إنها حقاً على أعلى مستوى”. وأضاف أن كل شاحنة “هي خزينة تسير على عجلات”.
من جهة أخرى، أوضح تقرير وكالة Bloomberg أن صناديق جرعات اللقاح الموجودة داخل الشاحنات، سوف تُزود بمستشعرات لاسلكية تنقل معلومات حول التغيرات في درجات الحرارة والضوء والموقع بهدف تعقبها حال سرقتها، ولضمان سلامة أنظمة التبريد الضرورية للحفاظ على صلاحية الجرعات.