ثمن مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، الدور الإنساني لدولة قطر ومساعيها الدؤوبة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
جاء ذلك خلال استعراض غريفيث اللمحة الإنسانية العالمية لعام 2024، خلال جلسة عقدت على هامش منتدى الدوحة 2023، بحضور رفيع المستوى من ممثلي الدول والحكومات وممثلي عدد من المنظمات الإنسانية المحلية والدولية.
وقال ممثل الأمم المتحدة خلال الاستعراض إن دولة قطر تبذل جهودا مقدرة من أجل تحقيق السلام والاستقرار وتقديم المساعدات الإنسانية.. مضيفا “نحن مدينون لكم ولدبلوماسيتكم الإنسانية المبدعة، وجهودكم السياسية النشطة، وكرمكم الذي تمتازون به.. ونعلم جيدا أنكم طرف موثوق به”.
وأشار في هذا الإطار إلى المساعي التي بذلتها دولة قطر خلال الأسابيع الماضية وأثمرت هدنة إنسانية في غزة وتبادلا للأسرى.. مشددا على أهمية استمرار هذه الجهود في ظل العنف المتواصل في القطاع وتداعياته السياسية والإنسانية.
وقدم وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ لمحة عامة عن الخطة الإنسانية المنسقة للأمم المتحدة للعام 2024.
وتتضمن الخطة نداء لتوفير 46 مليار دولار أمريكي، لتلبية الاحتياجات الإنسانية خلال العام المقبل، بالرغم من ارتفاع المتأثرين سلبا بالصراعات وتغير المناخ والكوارث الطبيعية عن العام الماضي.
وقال غريفيث: إن نحو 300 مليون شخص حول العالم بحاجة إلى مساعدات إنسانية، نتيجة الصراعات والأزمات وتغير المناخ التي تدفع الناس إلى النزوح واللجوء وتعرضهم للمجاعات.
وأشار إلى دول كثيرة بحاجة إلى مساعدات عاجلة منها فلسطين، والسودان، واليمن، وسوريا وأوكرانيا وغيرها.. داعيا المانحين إلى بذل جهد أكبر لتغطية هذه الجهود الإنسانية.
ولفت إلى أن العام الماضي شهد أسوأ أزمة تمويل للعمل الإنساني منذ سنوات.. وقال إنه تم توفير ما يزيد عن ثلث المبلغ المطلوب لتوفير المساعدات الإنسانية للعام 2023 والمقدر بـ 57 مليار دولار.
وتابع يقول “لدينا أكثر من 258 مليون شخص يواجهون حالة انعدام أمن غذائي حادة، إضافة إلى انتشار الأمراض والأوبئة التي تودي بآلاف الأرواح”.
وأكد غريفيث أنه بالرغم من هذه التحديات الكبيرة فإن المجتمع الدولي أثبت قدرته من خلال تقديم مساعدات قيمة هذا العام لملايين الأشخاص حول العالم وهو مجهود بطولي بفضل جهود دول ومنظمات عدة.
ونبه إلى أن ما تحقق من إنجاز خلال هذا العام قد يتراجع في حال لم يتم تطبيق آليات واضحة في عدد من مناطق العالم لاسيما في القرن الإفريقي والصومال.
وكان أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، قد تحدث في كلمة مسجلة خلال الجلسة عن التحديات التي واجهت العمل الإنساني في العام 2023 والتطلعات للعام 2024.
وقال “رأينا المعاناة إنسانية على مستوى غير مسبوق نتيجة الأزمات والحروب والكوارث الناجمة عن التغير المناخي والتي حولت حياة الملايين إلى جحيم”.. منوها بجهود العاملين في المجال الإنساني والذين تمكنوا من إيصال المساعدات إلى ملايين الأشخاص حول العالم.
وطالب الجهات المانحة بدعم الخطة الإنسانية للأمم المتحدة للعام المقبل للوصول إلى 181 مليون شخص حول العالم.. مشددا في الوقت ذاته على ضرورة إيجاد حلول سياسية للنزاعات لوقف المعاناة الإنسانية.
وسعت الجلسة التي شارك فيها خبراء وناشطون في المجال الإنساني إلى عرض أحدث التجارب والاتجاهات والتحديات والفرص في العمل الإنساني، إلى جانب مناقشة الوسائل التي تضمن استجابة منسقة وفاعلة للاحتياجات الإنسانية المتزايدة جراء الأزمات والكوارث الطبيعية.