انطلقت فعاليات اليوم الأول للمؤتمر الخامس العشر للاتحاد الوطني للمرأة التونسية المنعقد اليوم السبت 2 ديسمبر 2023، وغدا الأحد في مدينة الحمامات وسط مطالب ثمانية أعضاء مكتب تنفيذي للمنظمة بإبطال أشغال المؤتمر وتوجيه اتهامات للرئيسة راضية الجريبي بالفساد والتلاعب بالقوانين وبالموارد المالية للمنظمة.
وقالت وصال الجعيدي عضو المكتب التنفيذي لاتّحاد المرأة في تصريح إعلامي، إنها تحضر أشغال المؤتمر رفقة عدل تنفيذ وإشهاد وسبع زميلات لها من المكتب التنفيذي يمثلن أغلبية 50 زائد واحد، متمسكات بإبطال عقد المؤتمر لعدة أسباب منها ما اعتبرته ” تعمد الرئيسة المتخلية والمجددة لترشحها راضية الجريبي التفرد بالرأي في صياغة النظام الداخلي للمنظمة وتغييب بقية العضوات عن المشاركة في صياغة معظم الفصول رغم مطالبتهن بتحديث مضمون هذه الفصول لإضفاء المزيد من الديمقراطية على تسيير المؤسسة”.
وواصلت الجعيدي القول، إن “الجريبي “تهربت ” من جلسات النقاش والتحاور مع زميلاتها وصاغت فصول النظام الداخلي وفق هواها حتى بلغ الأمر حد التقاضي ورفضت القضية شكلا على أن تحل فصول الهلاف ضمن أشغال المؤتمر المنعقد حاليا بالحمامات”.
وأصافت :” لا يقتصر الخلاف مع الجريبي حول طريقة تسيير المنظمة وتفردها بالرأي في صياغة النظام الداخلي بل لتغييبنا عن إحاطتنا بمجريات ومسار المنح الخارجية والتمويلات العمومية للمنظمة منذ سنة 2016 وقد ساءلناها مباشرة وعبر مراسلات رسمية وموثقة مودعة بمكتب رئاسة الحكومة دون أن نقف على كيفية التصرف في تلك الأموال لمنظمة وطنية يفترض أن تكرس الشفافية في تعاملها”. وتمسكت الجعيدي بسعيها وزميلاتها السبعة إلى إبطال أشغال المؤتمر معتبرة أنه غير قانوني باعتبار جملة الإخلالات التي عددتها”.
من جهتها قالت راضية الجريبي إن ” أشغال المؤتمر تسير في ظروف عادية وما حدث من زميلاتها هو اختلاف في الرأي محمود وموجود في كل المنظمات الوطنية”.
وواصلت الجريبي :” أنا فرحة جدا بتباين الآراء داخل منظمة تخطو خطى حثيثة نحو الممارسة الديمقراطية في منظمة ترغب في القطع مع صورة ظل النظام. وأعتبر ما قيل من اتهامات حماسا زاد عن حده وفي غير توقيته وكل من أدلى بتلك التصريحات يتحمل مسؤولية ما قام به”.
واعتبرت “أن من خسر القضية أمام القضاء تعمد اليوم التشويش لعدم قدرته على السيطرة على مشاعره الغاضبة فهو غير قادر على تسيير منظمة وطنية”.
كما ألمحت إلى وجود معركة سياسية دفعت بزميلاتها إلى التشويش على أشغال المؤتمر دون أن تكشف عن هوية هذه الجهة.
وعلقت الجريبي على تجديد ترشحها بالقول:” كنت قد عزمت على المغادرة وحررت كلمة الوداع ولكن أغلبية زميلاتي تمسكن بترشحي وناشدنني البقاء فاستجبت لمطلبهن”.
وللإشارة، فقد حضر حفل افتتاح المؤتمر الوطني للاتحاد عدد من ممثلي المنظمات الوطنية على غرار سمير الشفي الأمين العام المساعد باتحاد الشغل المكلف بقسم المرأة والشباب العامل وألقى كلمة حيّا فيها نضالات المرأة التونسية وتكاتف المنظمات الوطنية في سبيل إعلاء جهود النسوة المناضلات في الساحة الوطنية والاقتصادية والحقوقية.
كما حضر ممثلو هياكل وطنية كالمحاماة وجمعية القضاة وغيرها من المنظمات الوطنية. وينتظر أن تبت رئاسة المؤتمر في الإشكال الحاصل بالتوازي مع تمسك الشق المعارض بالملاحقة القانونية لرئيسة المنظمة راضية الجريبي.