أسدت دبي خدمة للإنسانية، باعتقالها مساء الاثنين رجلاً ليس ككل الرجال، لأن لا شيء بسيرته “الجهنمية” سوى الشر، وهو مغربي الأصل هولندي بالتجسس، اسمه رضوان تاغي وعمره 41 سنة، لذلك تعيش هولندا منذ بلغها خبر اعتقاله في كرنفال من الفرح، بحسب ما يتضح مما ظهر عنه بوسائل إعلامها، والسبب أن المولود في قرية “بن سليمان” في جبال الأمازيغ بأقصى الشمال المغربي، سارق محتال ورجل عصابات وقاتل أجير وتاجر كوكايين وأسلحة وعميل لإيران، موصوف في إعلام الدولة التي هاجرت عائلته في 1980 إليها، بمتعطش للدم، كما “دراكولا” الشهير في أفلام الرعب الهوليوودي.
مما ذكرته شرطة دبي في بيانها عن رئيس منظمة “ملائكة الموت” الإجرامية، أنه وصل إلى مطار الإمارة “منتحلاً هوية شخص آخر، وكان يقيم في إحدى الفلل السكنية بدبي” وأن اعتقاله “تم بتعاون مثمر مع الشرطة الهولندية والإنتربول”، طبقا لما ذكرت “العربية.نت” الثلاثاء بخبر ورد فيه نقلا عن العميد جمال سالم الجلاف، مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية بشرطة الإمارة، أن الصعوبة التي واجهتها السلطات الهولندية لاعتقاله، قادتها إلى رصد 100 ألف يورو مكافأة لمن يساعدها بإلقاء القبض على من سيحيلونه إلى السلطات القضائية المعنيّة في الإمارات، تمهيداً لتسليمه إلى هولندا عن تهم عدة، منها قتله 7 أشخاص على مراحل. كما نجد في الفيديو أدناه، مقتطفات لمعلومات عنه قد تفيد.
وداهمت الشرطة 8 منازل واعتقلت أخته
أما في الإعلام الهولندي، فورد عن تاغي في مؤتمر صحافي عقدته الشرطة أنه “ربما كان بدبي لأن زوجته وأطفاله الستة يقيمون فيها”، على حد ما ورد في موقع صحيفة Het Parool بأمستردام، المضيف أن شائعات سرت قبلها بأنه كان مختبئا في إيران، وأن فريقا تم تشكيله من مئات المحققين والمتخصصين، عملوا ليل نهار بلا توقف للعثور عليه، حتى اكتشفته السلطات بدبي “فاعترف لها بجرائمه”، ومنها ما سبق لمحكمة هولندية أن أدانت 5 أشخاص من عصابته بعقوبات سجنية بين 13 إلى 14 عاما ونصف العام، لعثورها لديهم على أكثر من 100 قطعة سلاح لاستخدامها بحرب تصفية جسدية، كان تاغي سيعلنها على أعدائه ومنافسيه.
كما ورد في Het Parool أيضا، أن هجمات شنتها الشرطة الهولندية بعد الإعلان عن اعتقال تاغي في دبي، داهمت فيها 8 منازل في مدن وبلدات مختلفة، واعتقلت 5 رجال، أعمارهم بين 29 إلى 45 سنة، إضافة إلى شقيقته، وهي “نورا” البالغة 38 عاما، اشتباها بنشاط إجرامي متنوع ممعنين فيه، منه غسيل الأموال وحيازة الأسلحة وتجارة المخدرات، بحسب ما ألمت به “العربية.نت” مترجما عن موقع الصحيفة.
أما تاغي الذي يتوقعون تسليمه الشهر المقبل إلى هولندا، ليبدأ عامه الجديد نزيلا لسنوات في سجن محلي، فستتم محاكمته عما هو متهم فيه بالسابق، ونغّص عيش الهولنديين وغيرهم طوال سنوات.
تاغي متهم بقتل المحامي الهولندي Derk Wiersum قرب منزله بأمستردام، في جريمة بالرصاص اهتزت لها مشاعر الهولنديين في سبتمبر الماضي وروّعت عاصمة البلاد، إلى درجة أن إحدى نقابات الشرطة قالت في بيان احتجاجي لها إن إطلاق النار عليه “دليل بأننا نعيش في دولة مخدرات” فقد كان المحامي موكلا من شاهد مهم، اسمه نبيل بقالي، في قضية ضد تاغي ومساعده الرئيسي سعيد رزوقي.
ويتهمون تاغي أيضا، بقتل طالب ثانوي في التعليم المهني، هو المغربي Mohammed Alarasi المقيم وقت مقتله بعمر 22 سنة بست رصاصات في 2014 بأمستردام، إضافة لقتل آخر اسمه سمير الراغب، كما قتل الهولندي رانكو سسيكيك، وأيضا مارتن كوك، إضافة إلى حكيم شانجاتشي، كما ورضوان بقالي، شقيق الشاهد نبيل.
تاغي عميل الاستخبارات الإيرانية
وتلاحق تاغي تهمة مهمة، سماها المغاربة جريمة “مقهى لاكريم” حيم حدثت في 2 نوفمبر 2017 بالحي الشتوي في مراكش، حيث أقبل شخصان على دراجة نارية، فقتلا طبيبا وجرحا شخصين آخرين، علما أن المستهدف كان صاحب المقهى المتورط مع مافيات تهريب المخدرات بأوروبا، وفق ما ورد في صحيفة DE Telegraaf الهولندية، وبخبرها ألمحت إلى أن الراكبين على الدراجة قاما بالجريمة بتكليف من تاغي ومساعده سعيد رزوقي.
ويتهمون تاغي بالأهم، وهو مساعدته الاستخبارات الإيرانية على قتل المعارض Mohammad Reza Kolahi Samadi الوارد عنه في المعلومات المؤرشفة، أنه فر من إيران بعد تفجير دمر مقر حزب الجمهورية الإسلامية في 28 يونيو 1981 بطهران، وقتل أكثر من 70 بينهم آية الله محمد بهشتي، كبير القضاة والرجل الثاني حينها في البلاد، وعلى إثرها لجأ كولاهي إلى هولندا وعاش فيها باسم علي معتصم، إلى أن قضى قتيلا في 2015 ببلدة Almere وبعمر 57 سنة، ومعه قتل هولندي إيراني الأصل، اسمه أحمد ملا نيسي وعمره 52 عاما، فاعتقلت السلطات اثنين من القاتلين، واشتبهت بأنهما قاما بالقتل المزدوج بتكليف من تاغي ومساعده رزوقي.