احتجاجات الغلاء: قتلى وجرحى في صفوف متظاهرين.. وحكومة الشاهد تلفظ أنفاسها الأخيرة!
أسفرت مواجهات، في عدّة مناطق من الجمهورية، بين قوات الأمن ومتظاهريين سلميين مطالبين بالتشغيل والتنمية ومندّدين بالزيادة في الأسعار، في سقوط قتلى وجرحى، كان آخرها في حي التضامن ووادي الليل والبطان والجديدة من ولاية منوبة.
واتسع نطاق الاحتجاجات التي تصدت لها الشرطة، ليشمل أكثر من 10 مدن تونسية تتقاسم فيما بينها مظاهر الفقر والتهميش، منها تالة، والقصرين، وسيدي بوزيد وبوحجلة والوسلاتية والقطار وطبربة وفريانة وسبيطة والكاف وملولش.
وتأتي هذه المظاهرات المتنامية والتي رفع فيها المشاركون شعارات مناهضة لحكومة يوسف الشاهد ورافضة لقرار رفع الأسعار، في ظلّ احتقان اجتماعي كبير و ارتفاع نسب الفقر والبطالة، في مؤشر يعتبره عديد الملاحظين بالخطير.
هذا وقد نفذت الحكومة حملة اعتقالات لعدد من نشطاء المجتمع المدني الذين أطلقوا حملة شعبية “فاش نستناو” احتجاجا على اجراءات الترفيع في أسعار عدة مواد بداية من غرة جانفي الجاري، كما عمدت الجهات الرسمية الى محاولة تشويه كل التحركات الاحتجاجية وربطها بالفوضى والتخريب والتكسير.
و تم خلال اليومين الأخيرين اعتقال عدد هام من نشطاء حملة “فاش نستناو” في عدة ولايات الجمهورية على غرار صفاقس وسوسة وبن عروس وبنزرت أثناء قيامهم بتوزيع بيان الحملة الذي يدعو الى تنظيم تحركات احتجاجية ضد غلاء الأسعار.
ويرى متابعون أنّ الأيام القادمة ستشهد مزيدا من الاحتجاجات مع اقتراب ذكرى ثورة 14 جانفي 2011، رغم محاولة لتشويه كل الحركة الاحتجاجية وربطها بالتخريب والتكسير، وقد يصل صدى هذه التحرّكات حدّ استقالة حكومة الشاهد، خصوصا بعد انتقال العلاقة بين حركتي نداء تونس والنهضة، بصفة رسمية، من مرحلة التوافق إلى مرحلة التنافس.
يذكر أنّ شهر جانفي من كل عام كان ومازال يعتبر أصعب وأحلك الشهور على الحكومات التونسية المتعاقبة، حيث شهد عديد الاضطرابات، كأحداث 26 جانفي 1978، وانتفاضة الخبز 1984، وانتفاضة الحوض المنجمي 2008، وثورة 14 جانفي 2011، واحتجاجات 2016 التي كانت دافعا لنهاية فترة الحبيب الصيد وبداية فترة يوسف الشاهد ووثيقة قرطاج.