تعيش ليبيا تصعيدا من حيث المواجهات المسلحة في جنوب وجنوب غرب العاصمة طرابلس، ويأتي ذلك منذ إعلان قائد “الجيش الوطني الليبي” المشير خليفة حفتر عن “ساعة الصفر” لاقتحام العاصمة الليبية، يوم الخميس الماضي، فيما أكد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية المدعومة دوليا فائز السراج، رفضه الهجوم على طرابلس، مشددا على أنه “لا ساعة صفر” لشن هجوم على العاصمة.
وشهدت محاور القتال في ليبيا خاصة المحيطة بالعاصمة الليبية طرابلس تطورات خلال الساعات الأخيرة، حيث أعلن الجيش الوطني الليبي، مساء الجمعة، أن سلاح الجو استهدف مواقع تخزين الطائرات التركية المسيرة (TB2) بالكلية الجوية العسكرية بمصراتة.
وإزاء هذا الوضع وما قد يترتب عنه من تطورات وعلى اعتبار أنّ الحدود البرية بين تونس وليبيا تمتدّ على طول 459 كلم تقريبا، فيما تبعد العاصمة الليبية عن المعبر الحدودي برأس جدير 175 كلم فقط ، تحدّثت “الصباح نيوز” مع الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية خالد الحيوني للاستفسار حول مدى تأهب الوحدات الأمنية لأي طارئ قد يحدث جراء الأوضاع في ليبيا.
وفي هذا السياق، أكّد الحيوني أنّ الوحدات الامنية والعسكرية في حالة يقظة دائمة، مع حسن تأمين الانتشار على الحدود التونسية الليبية البرية والبحرية متابعة للوضع الميداني في ليبيا، مُشيرا إلى أنّ هذه الإجراءات الاستثنائية ليست بالجديدة وأنها تهمّ العمل الميداني المتواصل الروتيني لمختلف التشكيلات الأمنية والتي تعمل على تأمين الحدود مع ضمان سلامة التونسيين.
وأفاد الحيوني أنّه “يتمّ الترفيع في درجة اليقظة تبعا لتطوّر الوضع الميداني في ليبيا وتحسبا لأي طارئ جراء الأحداث الدائرة في ليبيا وما قد يترتب عنه تدفق عدد كبير من العائلات الليبية وكذلك إمكانية تسلل بعض المجموعات المسلحة”، مُؤكّدا أنّ الوحدات الأمنية والعسكرية في حالة تأهب قصوى وفي استعداد لمُجابهة أيّ طارئ.
كما أضاف الحيوني إنه بدراسة الوضع في ليبيا اتخذت وزارة الداخلية بالتنسيق مع وزارة الدفاع الوطني جملة من الاجراءات على امتداد الحدود التونسية الليبية والتي تهدف للحفاظ على أمن البلاد والمواطنين، مُعدّدا تلك الإجراءات والتي تتمثل أساسا في :
– مزيد إحكام مراقبة الشريط الحدودي البري والبحري
– مزيد إحكام المراقبات في نقاط العبور الحدودية: معبر رأس جدير ومعبر الذهيبة، في ظلّ إمكانية تدفّق العائلات الليبية إذا تطورت الأوضاع الأمنية
– مزيد الانتباه من كلّ إمكانيات التسلل برّا وبحرا
– مواصلة إحكام الرقابات الترتيبية في المسالك والطرقات المُؤدية من وإلى النقاط الحدودية
– مراقبة المجال المتاخم للشريطين البري والبحري
– الانتباه من الهجرة غير النظامية
– إحكام التنسيق مع المُؤسسة العسكرية في ما يتعلق بالرقابات في المجال الحدودي
– التركيز على مراقبة كلّ وسائل النقل الوافدة على التراب التونسي….
– …..
ومن جهة أخرى، قال الحيوني إنّ الوحدات الأمنية تسهر أيضا على تأمين الفضاء العام بالبلاد والتّصدّي للجريمة والمظاهر المخلّة بالأمن العام، بالإضافة إلى تأمين عمليات المرور تزامنا مع العطل المدرسية والجامعية والمناسبات الوطنية والدينية…
الصباح نيوز