حذر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الثلاثاء من توتر الأوضاع في منطقة الخليج، داعيا إلى مضاعفة الجهود لوقف التدهور وانتهاج الحوار لحل الخلافات.
وقال أمير قطر “تشهد منطقتنا الخليجية أحداثا متسارعة وتطورات بالغة الدقة والخطورة تهدد أمن واستقرار المنطقة، مما يستوجب على دولنا والمجتمع الدولي مضاعفة الجهود لوقف التدهور واعتماد الحوار أسلوبا لحل الخلافات”.
وأضاف في كلمة في افتتاح دور الانعقاد العادي الـ 48 لمجلس الشورى اليوم، أن دولا ” شقيقة” بدأت تدرك صحة موقف الدوحة من عدم وجود مصلحة لدول مجلس التعاون الخليجي في توتير الأوضاع بالمنطقة.
وأعرب عن الأسف لغياب دور مجلس التعاون في هذه الظروف بسبب الأزمات المفتعلة والموارد التي تهدرها والطاقات التي تبددها.
وذكر أمير قطر أن اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 74 كانت فرصة مناسبة لتذكير المجتمع الدولي بالأهمية الاستراتيجية للمنطقة الخليجية “التي تحتم تحقيق الاستقرار السياسي والأمني فيها”.
وشدد على أن هذه الغاية لن تتحقق إلا بالطرق السلمية وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل دون استثناء.
وأشار إلى أن الاجتماعات كانت أيضا فرصة لتذكير المجتمع الدولي أن السلام في منطقة الشرق الأوسط لا يمكن تحقيقه دون تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق ما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.
واعتبر الشيخ تميم أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل دون حل عادل لقضية فلسطين مجرد سراب، على حد وصفه.
وفي الشأن السوري، أكد الأمير موقف بلاده الثابت بضرورة إيجاد حل سياسي تفاوضي بين كل الأطراف السورية وفقا لبيان جنيف (1) وقرار مجلس الأمن رقم (2254)، بما يحفظ وحدة سوريا وسيادتها واستقرارها.
وجدد في هذا السياق، رفض الدوحة للقرار الإسرائيلي الرامي إلى تكريس سيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة.
وفيما يتعلق باليمن، رأى الشيخ تميم أن استمرار الصراع هناك يشكل تهديدا مباشرا للأمن والسلم الإقليمي والدولي، داعيا جميع الأطراف إلى تغليب المصلحة العليا للشعب اليمني وتجنيبه المزيد من المعاناة.
كما طالب القوى الفاعلة في المجتمع الدولي بالعمل على توفير الظروف المناسبة لاستئناف الحل السياسي على أساس المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم (2216)، ومساعدة اليمنيين على التحاور فيما بينهم دون تدخلات خارجية لتحقيق تطلعات الشعب اليمني في الأمن والاستقرار.
أما بشأن الأوضاع في ليبيا، فأكد ضرورة تحقيق الوفاق الوطني بين جميع مكونات الشعب الليبي بمنأى عن أي تدخل خارجي، مشددا على أن دعم بعض الدول للخارجين عن العملية السياسية والشرعية الدولية هو المعرقل الرئيسي لتحقيق الاستقرار في ليبيا.
وجدد دعم بلاده لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها والوصول إلى تسوية سياسية شاملة تحفظ لليبيا سيادتها ووحدة أراضيها وتحقق تطلعات شعبها الشقيق في الأمن والاستقرار.
وبالحديث عن السياسية الخارجية لقطر، اعتبر الشيخ تميم أن الموقف الصحيح والسلوك المسؤول عزز مكانة بلاده ورسخ دورها كشريك فاعل على الساحتين الإقليمية والدولية “بالرغم من الحصار الجائر المفروض” المفروض عليها، في إطار الأزمة الخليجية الناجمة عن قطع كل من السعودية والإمارات والبحرين ومعها مصر علاقاتها مع الدوحة.
وأوضح أن بلاده اختارت في سياستها الخارجية استراتيجية تنطلق من الموازنة بين مبادئها الراسخة وأمنها ومصالحها الاقتصادية في إطار تحديد موقعها الحضاري والجغرافي والاستراتيجي في هذا العالم ومعرفة قدراتها، مشيرا إلى أنها اختارت لعب دور المسهل للحوار والحلول العادلة وتسوية المنازعات بالطرق السلمية.