أكدت خيانة أركان نظامه: الكشف عن رسالة لبن علي.. وهذه تفاصيلها!!
كشف اليوم عن رسالة دوّنها الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، كتبها قبل سنة من وفاته، سلّط فيها الضوء على معطيات خطيرة تعنى بالأيام الأخيرة من نظامه.
وهذه فحوى الرسالة التي نشره ابنه محمد بن علي:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
تحية طيبة و بعد،
أنا محمد زين العابدين بن علي،
شكرا لكل من تفاعل مع عائلتنا في مصابنا الجلل ألا وهو فقدان والدي العزيز زين العابدين بن علي، والدي الذي كان دائما ما يحدثني عن تونس و أهلها الطيبين، تونس التي غادرتها و أنا طفل صغير و لا أعلم شيئا منها و عنها، سوى صورا جميلة لم تزل عالقة في ذهني، أتذكر معلمتي بالمدرسة الدولية بقرطاج، و أتذكر زملائي بالفصل (سامي،محمد..) ، أحببت بلدي تونس لأن والدي كان يحبها ، أحببت شعب تونس لأنكم أدخلتم البهجة و السرور على قلب والدي المريض في غربته عبر تفاعلكم معه سواء بإرسالياتكم عبر هاته الصفحة أو غيرها ، كذلك تعليقاتكم اللطيفة على منشوراته، أردت ان أنشر رسالة كان قد كتبها والدي رحمة الله عليه يوم 24 ديسمبر 2018 ولكن لم ينشرها بحكم أنه كان ممنوعا من أي تصريح إعلامي سواء عبر وسائل الإعلام أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي.
و إليكم نص الرسالة:
لقد بدأ التآمر علي تونس و علي شعبها منذ سنوات طويلة و تحددت ملامحه بعد أن رفضت إعطاء القاعدة العسكرية ببنزرت للولايات المتحدة الأمريكية سنة 2007 كما رفضت تضييق الخناق علي ليبيا عن طريق الحصار
تلت ذلك زيارة كنداليزا رايس إلي تونس سنة 2008 حيث إقترحت أن تحتضن تونس مركز لحقوق الإنسان تشرف عليه أمريكا بتعلة تعليم الشباب مفاهيم و قواعد حقوق الإنسان فكان ردي هو التالي : لما لا تفتحون هذا المركز في إسرائيل …
كان الرد صادما لها لدرجة أنها غادرت القصر و قامت بإلغاء حضورها في مأدبة الغداء التي كانت علي شرفها كما أنها ألغت بقائها في تونس و غادرتها في نفس اليوم .
كانت هذه لمحة عن بوادر المؤامرة التي رسمها الأمركان و نفذها عملائهم في تونس .
إتصلت بنا بعد ذلك أجهزة إستعلامات صديقة لتعلمنا أن هناك مخطط يهدف إلي قلب نظام الحكم في تونس و إتصلت بنا أكثر من مرة لتنبيهنا من ذلك كما نبهتنا أسبوع واحد قبل أن يحرق البوعزيزي نفسه و في كل مرة كنت أجتمع بالسرياطي لبحث الأمر و كان رده في كل مرة أنها معلومات مغلوطة و أن الأمور تحت السيطرة .
توجهت صبيحة 14 جانفي 2011 إلي المطار قصد مرافقة زوجتي و إبني لإرسالهم إلي العمرة بعد أن إختلطت الأمور في تونس و كنت أنوي الرجوع إلي القصر عندما تفاجأت بالسرياطي و هو يخبرني بأن هناك خطر علي حياتي لو بقيت في تونس و كان هذا المشهد علي بعد أمتار من زوجتي و إبني و عندما ترددت أراد طمأنتي بإبلاغي أنه بمجرد أن تهدأ الأمور يمكنني العودة فما كان مني إلا أن غادرت البلاد
تبين فيما بعد بالمكشوف أنه شريك في المؤامرة و توصلت إنطلاقا من مصادري الخاصة و إتصالاتي مع الدول و الحكومات الصديقة أن الذين دبروا الإنقلاب كانت عصابة متكونة من رشيد عمار ، علي السرياطي و أخيرا كمال مرجان الذي كان من المفروض أن يتم تنصيبه كرئيس للجمهورية بعد ذلك
القناصة هم حجر الأساس لبث الفتنة و البلبلة و الإنقسام و دماء الأبرياء كانت ذريعة لدفع الشعب للتمرد ضد نظام حيث تبين أنهم مرتزقة يعملون تحت إشراف المخابرات الأمريكية و بقيادة رشيد عمار و كانت فرقة الموت التي تنشط إلي حد اليوم في تونس متكونة من عدد من أبناء حركة النهضة أشرف علي تكوينهم رشيد عمار و عدد آخر من المرتزقة من بلد مجاور و أخيرا عدد من المرتزقة الأجانب الذين أشرفت دولة قطر علي تمويلهم و جلبهم إلي تونس من دول يوغوسلافيا السابقة و علي رأسها البوسنة .
بعد وصول التفاصيل و المعلومات التي تؤكد تورط حركة النهضة في الإنقلاب و بثبوت تورط عدد من شبابها في القنص بعد أن دربهم و سلحهم رشيد عمار عادت بي الذاكرة بعيدا إلي الوراء و بالتحديد إلي حادثة خروج حمادي الجبالي من السجن بعد أن قضي عقوبته حيث إتصل بنا وقتها السفير الأمريكي بتونس و عبر لنا عن رغبته في زيارة حمادي الجبالي في بيته و هو ما وقع فعلا و رغم أن ذلك أثار لدينا العديد من الشكوك و التساؤلات إلي أننا لم نكن نعتقد أبدا أن العلاقات و الإتصالات بين قيادات النهضة و المخابرات الأمريكية وصلت إلي هذه الدرجة من العمق
أكثر نقطة مفضوحة و مكشوفة في هذه المآمرة و في هذا الإنقلاب هي أن أغلب الأبرياء الذين تم قنصهم و قتلهم سقطوا عندما كنت موجود في المملكة العربية السعودية فهل تساءل أحدكم عن مصدر أوامر إطلاق النار و هل تساءل أحدكم عن مصير عدد من القناصة الذين ألقي القبض عليهم متلبسين …
تواصلت المسرحية بجلب أموال طائلة من البنك المركزي تحت إشراف مصطفي كمال النابلي ثم تصويرها في القصر علي أساس أنها لي ليصدق الشعب كل ما رواه الخونة …
بعد نجاح المسرحية خرج العديد و علي رأسهم قيادات حركة النهضة لإلصاق جميع أنواع التهم و للتشويه و المزايدة و لعب دور الضحية و لم يعترف منهم أحد أنني أنقذت حياتهم و ذلك بعدم تنفيذ حكم الإعدام علي 16 قيادي منهم راشد الغنوشي و الذي كان مقرر أن يكون صبيحة يوم 8 نوفمبر 1987 أي يوم واحد بعد أن أمسكت بزمام الأمور في تونس و كل هذا رغم إصرار الزعيم بورقيبة علي إعدامهم حتي بعد تنحيته من الحكم
لن أطيل عليكم ، اليوم تونس أصبحت مرتعا للعصابات الإجرامية و للمخابرات الأجنبية تتحكم فيها المخابرات الأمريكية كما تشاء و قد وقع مؤخرا إمضاء وثيقة إقامة القاعدة العسكرية الأمريكية بتونس و تم إمضائها من قبل راشد الغنوشي و الباجي قايد السبسي و المستقبل سيثبت لكم ذلك و سيثبت لكم حجم الخيانة و الإنبطاح الذي تعيشه تونس اليوم
للحديث بقية ….24 ديسمبر 2018
زين العابدين بن علي