شيّع آلاف الفلسطينيين، ظهر اليوم السبت، جثمان الشهيد الشاب عبد الله سميح أحمد قلالوة (26 عاماً) في مسقط رأسه في قرية الجديدة جنوبي جنين، شمالي الضفة الغربية، بمشاركة شعبية وفصائلية.
واستشهد الشاب عبد الله قلالوة بعدما أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي الرصاص عليه، الليلة الماضية، قرب بلدة حوارة جنوبي نابلس، شمالي الضفة الغربية، وجرى نقله إلى مستشفى رفيديا الحكومي في مدينة نابلس، ثمّ خرجت مسيرة حمل فيها المشيعون جثمان الشهيد وجابوا به شوارع مدينة نابلس، وصولاً إلى ميدان الشهداء بالمدينة، وهناك نقل ليلًا إلى المستشفى التركي الحكومي في مدينة طوباس شمال شرقي الضفة، بعد تشييعه بمسيرة شعبية في بلدة الفارعة جنوب طوباس وفي مدينة طوباس.
وقبل ظهر اليوم، أقامت قوى الأمن الفلسطينية جنازة عسكرية للشهيد، ونقل جثمانه إلى بلدة عقابا شمال طوباس، وأقيمت له مسيرة، نقل بعدها إلى مسقط رأسه في قرية الجديدة جنوبي جنين، بواسطة مركبة إسعاف ومسيرة مركبات، لينقل إلى منزل عائلته التي ألقت عليه نظرة الوداع، حسب مصادر محلية لـ”العربي الجديد”.
بعد ذلك، نقل جثمان الشهيد، ملفوفاً بعلم فلسطين، إلى مسجد الهدى في الجديدة، وصليت عليه صلاة الجنازة بعد صلاة الظهر، ثمّ انطلقت مسيرة تشييع الشهيد بمشاركة أهالي قرية الجديدة والقرى والبلدات المجاورة، وصولاً إلى مقبرة الجديدة، حيث ووري جثمان الشهيد الثرى.
وتخلّل مسيرة تشييع جثمان الشهيد عبد الله قلالوة ترديد هتافات وطنية تمجّد المقاومة والشهيد، وتندد بجرائم الاحتلال، ورفع المشاركون أعلام فلسطين ورايات الفصائل الوطنية، وأطلق مسلحون النار في الهواء تحية لروح الشهيد، وألقيت العديد من الكلمات التي تمجد الشهيد والمقاومة وتندد بجرائم الاحتلال.
وعبد الله قلالوة متزوّج ولديه طفل عمره شهر، ويعمل موظفاً في هيئة تسوية الأراضي في طوباس.
وبلغ عدد الشهداء الفلسطينيين منذ مطلع العام الجاري 36 شهيداً، منهم أطفال، ومن بين مجموع الشهداء 21 شهيدًا من محافظة جنين، بينما شهد العام 2022 استشهاد 230 فلسطينيًا، بينهم 53 شهيداً في قطاع غزة، و171 شهيداً في الضفة الغربية، و6 من الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948.
وأصيب أكثر من 10500 مواطن فلسطيني خلال العام الماضي، وفق إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية، نقلت 2,027 منهم إلى المستشفيات الفلسطينية (1,644 في محافظات الضفة، و383 في محافظات قطاع غزة).
وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى أنّ 38% من مجموع الإصابات برصاص الاحتلال كانت في الأجزاء العلوية من الجسم، و45% من الإصابات ناجمة عن الإصابة بالرصاص الحيّ، ما يدلل على نيّة الاحتلال إحداث أضرار جسيمة تصل إلى القتل، فيما لم تسلم الطواقم والمنشآت الصحية من العدوان الإسرائيلي، فسجلت الوزارة 171 اعتداء بحق الطواقم الطبية ومركبات الإسعاف.
ومساء أمس الجمعة، أصيب عدة فلسطينيين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية الجلمة شمالي جنين، كما احتجزت قوات الاحتلال أربعة شبان من بلدة يعبد في الجنوب الغربي على حاجز عسكري “دوتان”، وأفرجت عنهم، فيما اعتقلت اليوم السبت شاباً من قرية الرامة جنوبي جنين.
إلى ذلك، أصيب عامل فلسطيني من طولكرم برضوض وجروح مختلفة، بعد التنكيل به من قبل الشرطة الإسرائيلية، أثناء وجوده داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وجرى نقله إلى مستشفى جنين الحكومي.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، شاباً من خربة أبو فلاح شمال شرق رام الله، وسط الضفة.
المصدر: العربي الجديد