خاصقضايا وآراء

ماذا بعد SERPOL الفخفاخ !؟

بقلم خالد الهرماسي (ناشط في المجتمع المدني) –  من قضية SERWALL عبد الستار إلى قضية SERPOL الفخفاخ هكذا هي تونس الأحداث و المتغيرات السياسية فيها سريعة و متسارعة جدا و المطبخ السياسي يغلي على نار حامية نتائجها مفتوحة على كل الاحتمالات في قادم الأيام خاصة مع الوضع الإقليمي الجديد الذي تغيرت فيه موازين القوى بعد تسونامي الكورونا بصعود قوى و تحالفات جديدة على رأسهم تركيا.

 

منذ الثورة و كلما توسمنا خيرًا في رئيس حكومة جديد إلا و يخيب ضننا و أملنا فيه لنقف بعد فترة على حقائق مرعبة و صادمة تتعلق بشبكات و شركات متعددة الجنسيات و لوبيات مصالح و فساد دولية و مافيات عالمية تشتغل بطريقة الأخطبوط يشيب منها رأس الرضيع حيث يتضح أن رأس الحكومة و الإدارة الذي توسمنا فيه خيرًا للبلاد ما هو إلا عضو يعمل لصالح شبكات مافيا و فساد عالمية تنشط عن طريق شركات واجهة des sociétés écrans تستغل سلطة و نفوذ هؤلاء الحكام لنهب المال العام عن طريق الصفقات العمومية المشبوهة بالفساد و تبييض الأموال وكل الأنشطة المافيوزية !!!!!!!!!

 

المثير و الغريب في الأمر أن رؤساء الحكومات في تونس بعد الثورة من الذين تعلقت بهم هذه التهم و الشبهات الخطيرة التي تتعلق بتضارب المصالح و الانتماء لشبكات الشركات المتعددة الجنسيات و التي أساس نشاطها يتمحور حول نهب الثروات و تبيض و غسيل الأموال هم ليسوا إلا ترويكا فرنسا الذين يحملون الجنسية الباريسية المهدي جمعة يوسف الشاهد و إلياس الفخفاخ !!!؟؟؟

 

وهذه لعمري ليست صدفة كما يعتقد الكثير لأن الأمر مخطط و منظم و دبر بالليل و النهار حيث رغم الماضي السياسي الضعيف جدا لهؤلاء و وزنهم الذي أقل من الريشة انتخابيًا و جماهيريًا فإنهم تمكنوا بقدرة قادر للوصول لأعلى منصب تنفيذي في البلاد رئاسة الحكومة و الإدارة التونسية ليس لخدمة الصالح العام التونسي بل مكلفين بمهمة لدى فرنسا لمواصلة سياسة الحماية و الاحتلال الفرنسي و نهب ثروات تونس الطبيعية و الباطنية و الاقتصادية و السياسية و خاصة الثقافية لصالح أسيادهم الفرنسيين وهذا بالدليل والبرهان حيث اكتشفت آليات الرقابة كوارث مهدي جمعة و يوسف الشاهد مباشرة بعد خروجهما من السلطة و رئاسة الحكومة وكيف باعا تونس على الشياع لفرنسا و شركاتها الناهبة !!!

 

الأمر مع رئيس الحكومة الحالي التونسي الفرنسي إلياس الفخفاخ مختلف تمامًا حيث لم ننتظر خروجه لاكتشاف كوارثه على تونس بل هو أصلا دخل علينا رافعًا سيفه متوعدًا بإكمال ما تركه الفرنسيان مهدي جمعة و يوسف الشاهد للإجهاض على الاقتصاد التونسي و جعل البلاد مستعمرة و مقاطعة فرنسية تنتج لتأكل فرنسا و تجوع تونس السيد رئيس الحكومة الموقر و المحترم خرج علينا على إحدى القنوات الداعمة للمال الفاسد و السياسة الفاسدة في تصريح سياسي أقل ما يقال فيه أنها وقاحة سياسية فيها اعتداء على السيادة الوطنية حيث صرح معترفا بإمتلاكه 20 بالمائة من أسهم شركة SERPOL الفرنسية و التي تعمل في مجال البيئة، مؤكدا أنها تتعامل إلى اليوم مع الدولة ومعتبرا أن ذلك ليس تضاربا للمصالح!!! أي نعم هذا ليس خيال أو حلم هذا تصريح موثق و مسجل لرئيس الحكومة التونسية الذي رغم فشله و حصوله على معدل انتخابي تحت الصفر نصبته فرنسا ملكًا على تونس ليرعى مصالحها الاستعمارية و يكرس نفوذها و سلطها على القرار السيادي في تونس الفخفاخ و بعد أن شعر بفظاعة ما قام به أخرج مسرحية رديئة مدعيًا أنه تخلى عن أسهمه في الشركة الفرنسية SERPOL خاصة بعد تضييق الخناق عليه من طرف عديد الجمعيات و المنظمات الرقابية التي قدمت به شكاوى عاجلة للقضاء بتهم تضارب المصالح و استغلال النفوذ.

 

قضية تضارب المصالح المتعلقة بشركة SERPOL التي يملك فيها رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ أسهم و التي لها عقد عمل مع الدولة الحل فيها ليس بتخلي الفخفاخ عن أسهمه في عملية تحيل مغشوشة على القانون لأننا نعرف و نعلم كيف تتم هذه العمليات البيضاء و التمويهية والتي هي عبارة عن عملية تبييض أموال حيث أن الفخفاخ صوريا فقط تخلى عن الأسهم لكن الحقيقة هي العكس تمامًا حيث تبقى SERPOL تتمعش من المال العام و يبقى الفخفاخ مساهم في رأس مالها عن طريق شريك واجهة يختاره بنفسه من المقربين و العائلة لحين انتهاء عهدة ترأسه الحكومة ليعود لمكانه الطبيعي بعد أن تستفيد شركة SERPOL من وجود (الفخ فاخ) في السلطة !!! الحل الطبيعي و القانوني لقضية SERPOL فخفاخ هو إلغاء العقد مع الدولة التونسية و استقالة الفخفاخ حالًا من رئاسة الحكومة و تتبعه قضائيًا بتهمة التحيل و تضارب المصالح .

 

لتبقى عديد الأسئلة مطروحة ماذا لو لم يتحرك المجتمع المدني هل كان الفخفاخ ينزل من برجه العاجي ولو عن طريق مسرحية رديئة و ركيكة عنوانها التخلي عن الأسهم ؟ أين أجهزة الرقابة التي هي تحت إدارة وزير مكافحة الفساد محمد عبو صاحب شعار الدولة القوية و العادلة ؟ إلى متى تبقى فرنسا تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك عن من تشاء ؟ هل نزع إلياس الفخفاخ الريش من رأس غيره ليضعه على رأسه ؟ نقطة و ارجع للسطر.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى