أدبثقافة

لترسيخ عادة المطالعة وباشراف: إدارة المطالعة العمومية تنظم تظاهرة “نقرأ … من أجل غد أفضل”

من أجل ترسيخ عادة المطالعة كممارسة ثقافية ثابتة في المجتمع التونسي وتحقيق مبدأ الحق في الثقافة الذي نص عليه دستور 2014 وفي إطار برنامج “تونس مدن الآداب والكتاب” نظمت إدارة المطالعة العمومية، يوم الخميس الماضي 1 أوت 2019، تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية تظاهرة وطنية تحت شعار “نقرأ … من أجل غد أفضل”، في دورتها الأولى، وهي تظاهر فريدة من نوعها وستنفذ في 425 مكتبة عمومية قارة ومتنقلة.

وتهتم هذه الدورة بثلاثة محاور أساسية أولها “الرموز الثقافية الوطنية رافد من روافد بناء الشخصية التونسية” بهدف البحث في أعمال الرموز الثقافية الوطنية وإحياء الذاكرة الوطنية و فهم للموروث الثقافي و تنمية روح الانتماء و الاعتزاز بالثقافة الوطنية.

كما أن من أهداف هذا المــحور، السعي إلى إذاعــة قيم المعرفة و التدريب على التحــليل والتفكير من خلال ترسيخ حوار حضاري عميق بين الأجيال الشيء الذي يمكن من إنارة الفكر و يدعم أسس صناعة المستقبل و صياغة المصير لدى أفراد المجتمع.

 واحتفلت هذه الدورة ب 10 شخصيات متنوعة في مجال الإبداع الفكري والأدبي من خلال الترويج لإبداعاتهم و التعريف بمؤلفاتهم و البحث في سيرهم داخل المكتبات و خارجها في الفضاءات العامة و بوسائل النقل و داخل الإصلاحيات و السجون و بالمستشفيات و ذلك بالاعتماد على الحملات التحسيسية المنظمة التي تدعو و تشجع على المطالعة.

 (ابن خلدون، بشيرة بن مراد، محمد العروسي المطوي، عبدالوهاب بوحديبة، محمود المسعدي، الطاهر الحداد، هشام جعيط، الطاهر بن عاشور، حمادي صمود، زبيدة بشير) علما وأنه سيتم اختيار شخصيات أخري لكل دورة.

 أمــا المحــور الثــاني الذي يحمل عنوان “الأسـرة الـتونسية شــريك في نشر ثقافــة الكــتاب والمطالعة” فيهدف إلى التركيز على دور الأسرة في إكساب الناشئة ثقافة المطالعة لأن العزوف عن المطالعة كظاهرة داخل المجتمع تفرض تعبئة وطنية من أجل رد الاعتبار للكتاب.

فالحديث عن الكتاب كوسيط و وسيلة للتثقيف والترفيه يجرنا حتما إلــى الحديث عن دور الأسرة التي هي الحاضنة الأولى والمؤسسة المؤثرة في تكوين الفرد في المشاركة في ترسيخ عادات المطالعة باعتبارها سلوكا ثقافيا يهم كل مرحلة من مراحل نموه خاصة منذ طفولته الأولى، حيث تعتبر الأسرة البيئة الأهم في عملية التنشئة المعرفية للفرد، فالكائن البشري يولد خصب الاستعداد للتفاعل مع كل خبرة يتعرض لها خلال نموه، ولا شك أن أول تفاعل يعيشه الطفل يتم مع والديه أي ضمن الأسرة و بالتالي تبرز قيمة هذه الفترة في الميل تجاه القراءة وتأكيد عادات المطالعة وتنميتها.

إن وجود الكتاب في البيت أولا وبين أيدي أفراد الأسرة خاصة، هو من أهم لبنات العلاقة التي تشد الطفل إلى الكتاب وتقوي محبته له وحرصه عليه ولذلك فإن التفكير في بعث برامج تحسيسية حول أهمية المطالعة يجب أن تتوجه في المقام الأول إلى العائلة      و التأكيد على قيمة المطالعة في الحد من الانحرافات الفكرية والسلوكية لدى الشباب خاصة والتقليص من نسب الجريمة.

       فالمكتبات العمومية تلعب دورا محوريا في منظومة دعم التربية الأسرية الواعية من خلال توفير الكتاب والمعلومات لترشيد وتهذيب ذوقه لمكافحة بعض الانحرافات السلوكية والفكرية. ولقد اهتمت مكتباتنا حديثا بتوفير فضاءات للفئة العمرية في سن ما قبل الدراسة مهيأة لاستقبال العائلات التي تمثل الشريك الأهم للمكتبات في عملية ترسيخ عادات المطالعة.

       ويتمثل المحور الثالث في “المكتبة العمومية تفتح أبوابها للفئات الهشة” لتكون هذه التظاهرة فرصة لمزيد العمل على تلبية حاجة الفئات الهشة للتعلم دون تمييز داخل فضاءات المكتبة العمومية. (المرأة الريفية، ربات البيوت، ذوي الاحتياجات الخصوصية…).

وتحتاج هذه الفئة كباقي فئات المجتمع كي تشق طريقها في الحياة إلى الدراسة والعلم، بالإضافة إلى سعيها لتنمية قدراتها و صقل مواهبها عن طريق المطالعة و مزاولة مختلف الأنشطة المتوفرة بالمكتبة العمومية الشيء الذي يساعدها على الخروج من العزلة والانزواء وممارسة الحياة الاجتماعية الطبيعية و هو ما يسعى قطاع المكتبات لتحقيقه.

وللغرض تم إنشاء فضاءات مهيأة لذوي الاحتياجات الخصوصية بالمكتبات إضافة إلى توفير العديد من الخدمات الموجهة كالكتب المطبوعة بطريقة براي بالنسبة للمكفوفين وضعاف البصر والعمل على استخدام برنامج العلاج بالقراءة للمعوقين نفسيا كوسيلة للتعلم ونقل المعرفة.

كما نهدف من خلال هذه التظاهرة إلى المساعدة في إيجاد بعض الحلول لمعالجة بعض المشاكل الاجتماعية كالتوجه للمرضى داخل المستشفيات و المساجين داخل المؤسسات السجنية و القيام بأنشطة تثقيفية و ترفيهية و حثهم على القراءة و المطالعة الشيء الذي يمكنهم من الخروج من الحالة النفسية الصعبة التي يمرون بها و العزلة التي يعيشونها و يرفع من درجة الأمل و الإحساس بالثقة في النفس و المحيط و الإقبال على الحياة  و سيتم توفير أخصائيين في المجال لتأمين هذه الأنشطة كذلك بتوفير كتب و مجلات موجهة كالإرشاد الصحي. كما ستسعى إدارة المطالعة العمومية وبالتنسيق مع الجهات المعنية إلى تركيز 100 نواة مكتبة بالمؤسسات السنية والمؤسسات التي تعنى بذوي الاحتياجات الخصوصية.

والجدير بالذكر أن هذه التظاهرة تتنزل في إطار سياسة وزارة الشؤون الثقافية الهادفة لإعادة الاعتبار للكتاب والمطالعة كرافد من روافد بناء الأمن الثقافي الوطني و بدعم ومتابعة مباشرة من وزير الشؤون الثقافية الدكتور محمد زين العابدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى