أخباردوليعربي

الإمارات تمول جماعات الضغط داخل الاتحاد الأوروبي لكسب اليمين المتطرف والمعادي للإسلام

كشف المجهر الأوروبي لقضايا الشرق الأوسط السبت 19 ديسمبر عن تقرير بشأن التمويلات التي تقدمها الإمارات لجماعات الضغط في أوروبا، للتأثير على السياسات الأوروبية وتبييض سمعتها.

وقال المجهر الأوروبي: إنّ التقرير الذي نشره موقع مرصد أوروبا للشركات “يكشف الوجه الخفي للوبي الإماراتي في أوروبا وحجم الإنفاق الكبير لأبوظبي”، والتي تضخّ أموالًا طائلة بغرض كسب النفوذ.

وأكّد الموقع المختص في رصْد تأثير جماعات الضغط في تشكيل القرارات والتوجهات السياسية داخل الاتحاد الأوروبي، أنّ جماعات الضغط الإماراتية تكشف عن طموحات لأبوظبي في حشْد قوة ناعمة ومؤثرة في بروكسل.

ونقل التقرير قائمة لخبراءَ تُموّلهم الإمارات ويتّخذون من بروكسل مقرًّا لهم، وتضمّ رؤساء وزراء أوروبيّين سابقِين إلى جانب شركات استشارية متخصصة، وشركات مختصة في الحملات الإعلامية المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي.

ويشير الخبراء بحسب المعلومات التي أوردها التقرير إلى أنّ حكومة الإمارات أنشأت مواطئ قدم في بروكسل وداخل المفوضية الأوروبية خدمة لطموحاتها في كسْب النّفوذ وتبْييض صورتها، خاصة على مستوى الدوائر اليمينيّة المتطرّفة وذات النزعة القومية المعادية للإسلام.

وفقًا للأكاديمي البريطاني أندرياس كر آي، تميل الإمارات وجماعات الضغط التابعة لها لتعزيز الترويج لنظرية “الاستقرار الاستبدادي”.

وتقوم جماعات الضغط الموالية لأبوظبي بتبييض صورة الإمارات وتقديمها كشريك مستقر في المنطقة تشارك في المساعدات الإنسانية، وباعتبارها حليفًا سياسيا قويا ضدّ الإرهاب، إلى جانب تثمين توجُّهاتها لتعزيز الاعتدال العلماني ومكافحة الإسلام السياسي الذي تصِمه بالتطرّف بهدف تعزيز علاقاتها مع القوى اليمينية الأوروبية.

ويعمل النظام الإماراتي على تشكيل خطابه المضاد للربيع العربي عبْر التركيز على المخاطر الناتجة عن صعود الإسلاميِّين إلى الحكم وحالة الفوضى التي تسبّبوا فيها بحسب زعمه، وذلك كمنطلقٍ للتّسويق لنظرية “الاستقرار الاستبدادي”، والتي تفترض المعادلة التالية: “إما أنْ يكون لديك استقرار على شاكلة حكام الإمارات أو ديمقراطية محكومة بالفوضى الإسلامية”، وهي أطروحة تلامس المخاوف الغربية خاصة في ما يتعلق بمواضيع الأمن والإرهاب.

ويُشير التقرير إلى أنّ مشروع أبوظبي القائم على ترويج نظرية الاستقرار، تحظى بدعم حلفاء رئيسيِّين في أوروبا فهي تتمتّع بجاذبية للمحافظين واليمين المتطرف وكارهي الإسلام ويمين الوسط أيضًا.

ويُقدّر المتابعون للشأن الأوروبي أنّ البروبغندا الإماراتية وتأثير جماعات الضغط التابعة لها مكّنتْها من ضوء أخضر لتوظيف شعار مكافحة الإرهاب كذريعة لارتكاب انتهاكات حقوقية وتكميم الأصوات المعارضة بالداخل، كما مثّلت أداة ملائمة للتهجّم على المنافسين الإقليميِّين، وخاصة منهم قطر وتركيا باعتبارهم “رعاة للإرهاب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى