ثقافةفنون

أيام قرطاج السينمائية: تحدي الوجود من أجل رسم واقع منشود

تتواصل فعاليات أيام قرطاج السينمائية في دورتها 32، بحضور جماهيري غفير لم تشهده الدورات السابقة رغم ما تميزت به من استقرار خاصة من الناحية الصحية، حيث لازالت تونس إلى اليوم تواجه انعكاسات الوضع الوبائي الذي قارب السنتين منذ اكتساحه البلاد. وتميزت هذه الدورة بعودة البهجة والسرور لدى الجميع من مثقفين وسينمائيين، وهو ما أكدته وزيرة الثقافة حياة قطاط القرمازي، في كلمتها التي ألقتها بالمناسبة، أهمية عودة المناسابات الثقافية والفنية، التي من شأنها أن تساهم في إعطاء نفس جديد للحياة بعد ركود عرفتها البلاد نتيجة حربها على الكوفيد. الدورة كذلك، كانت مجالا للتنافس والحوار بين الثقافات وتقاسم المعاناة رغم اختلاف عنصر المكان والزمان، فمثلا، الفيلم التونسي “عصيان” للمخرج جيلاني السعدي وثق أحداث شهر جانفي ابان حكومة هشام المشيشي وخروج الكثير من الشباب للإحتجاج نتيجة تردي الوضع المعيشي، كما استغل البعض الآخر تردي الأوضاع بالبلاد للنهب والسرقة والتخريب. الفيلم الجزائري “حلم” لمخرجه عمر القاسمي، وهو فيلم باللغة الأمازيغية، يشارك في هذه الدورة ضمن الأفلام الروائية الطويلة، جسد معاناة أهل القرى خاصة في المناطق الجبلية ضمن صراعهم اليومي مع الحياة من أجل كسب لقمة العيش. كذلك الفيلم المصري، “أميرة” للمخرج محمد دياب، الذي فتح الباب على موضوع الأبناء خارج إطار الزواج، مسلطا الضوء على ردة فعل المجتمع بين القابل والرافض لهذه الظاهرة مستهلا في ذلك الجانب الديني والعقائدي والصراع القائم بينهما. هذا ومزالت الدورة 32 لأيام قرطاج السينمائية، متواصلة رغم أنها قاربت على النهاية، في أجواء سينمائية غير عادية ترسم ألوان الحياة والبهجة بامتياز ووسط تطبيق صارم للبروتوكولات الصحية، إلا أنها في بعض جوانبها مزالت تفتقد لأجواء “البهرج”، على حد تعبير رواد السينما والمختصين في هذا المجال.

أسامة بن عيشة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى