خاصقضايا وآراء

لا تلعبوا بالنار

بقلم: سندس الهادي

نحن على وشك التعود في بلادنا العربية انه عندما تتطرق الى المملكة العربية السعودية او الوهابية فان مصيرك اما الاقالة او الملاحقة او مأساة على شاكلة بعض الفنانين او الحرمان من الحج والعمرة وهي مناسك دينية اسلامية لا لأحد التدخل فيها.

بلطجة  مخابراتية تطال الاقلام الحرة مرة اخرى فهؤلاء لم يكفيهم تكميم افواه النشطاء في حقوق الانسان في السعودية و انما الامر تعدى ذلك بكثير ليصل الى خارج الجغرافيا .

بالأمس القريب في تونس تتم اقالة وزير الشؤون الدينية السيد «عبد الجليل بن سالم» اثر اتهامه الفكر الوهابي بالإرهاب و هو مما لا شك فيه محق في ذلك  ولعل رؤيته الاكاديمية و الفكرية هي التي انطقته حقا بدل وظيفته السياسية .. فالرجل استاذ جامعي  ورئيسا لجامعة الزيتونة سابقا لم يقبل على نفسه الامعان في النفاق وإظهار الطهر و العفة على مدرسة الارهاب الاولى بامتياز الوهابية التكفيرية.

واليوم في لبنان الاعلامي الاستقصائي«حسين مرتضى» يتعرض للاستدعاء من قبل وزارة الداخلية فرع المعلومات للتحقيق معه على خلفية مقال استقصائي فضح من خلاله شبكة مخابراتية سعودية لها مخططات فتنة في لبنان و شرخ الصف السياسي و بث الاشاعات و الاكاذيب و تتعرض لطائفة بعينها من خلال الافساد و شراء الذمم بالأموال .

في نفس السياق لا يخفى على احد من الساحة الثقافية العربية الضجة التي احدثتها اغنية «اجراس العودة» للفنان القدير «لطفي بوشناق» الذي قدمها لأول مرة في  مهرجان صور على مسرح قلعة «الشقيف» حيث وصفت كلماتها حال العرب من هوان و عمالة و توقيع لا متناهي لاتفاقيات التنازل على الاقصى المبارك .

كلمات الاغنية تعرضت لاسم سليمان الذي  جاء في سياق لا يروق لصاحب الجلالة فما يكون مصير فنان تونس الاول بعد سيل من التبريرات له عبر وسائل الاعلام  ان سليمان العصر الحالي ( الذي ذكرته الاغنية)  المشغول بملأ السلة ليس هو ذاته المشغول بتذبيح الشعب اليمني فالفرق شاسع الاول اقتباس قراني حسب بوشناق وهو صاحب الدولة العظمى في زمانه لكن سليمان العصر الحالي اقتباس توراتي لا يمت لمقدسات المسلمين في شيء و لم يخطر ببال مطربنا وجود امثاله بيننا ¸ بوشناق اكد ان قضية فلسطين هي قضيته الاولى و هي قضية شرف و عرض و ارض اغتصبت من اهلها .

صفقة القرن كشفت الغطاء وأدلت بدلوها على الدور السعودي في التفريط في المسجد الاقصى والتطبيع العلني مع اسرائيل ولا شك ان الرأي الحر و كلمة الحق في وجه هؤلاء و كشف نفاقهم و تلاعبهم بمصير الشعوب العربية سيظل يضج مضاجعهم و يربك وجودهم  .

ختاما الف رحمة على روح الفنانة ذكرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى