أخبارتونسجهاتمجتمعمجتمع مدني

جمعية بنزرت 2050 تنظم لقاء جهوي حول مقترح تحويل مطار تونس قرطاج الدولي إلى منطقة أوتيك

نظمت جمعية بنزرت 2050 أمس السبت 15 ديسمبر 2018 لقاء جهويا بالشراكة مع بلديتي بنزرت المدينة وأوتيك تحت عنوان “أوتيك التحدي الإقتصادي الأهم للشمال التونسي” وتطرق بالأساس إلى مقترح تحويل مطار تونس قرطاج الدولي إلى منطقة أوتيك التابعة ترابيا وإداريا لولاية بنزرت وذلك بحضور والي الجهة ونوابها ورؤساء البلديات وممثلين عن المجالس البلدية والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني.

وأكد برهان الذوادي رئيس جمعية بنزرت 2050 أنّ هذا الملتقى الأول مع الفاعلين في جهة بنزرت من مسؤولين وإطارات ونوّاب شعب ورؤساء بلديات يهدف إلى مناقشة إمكانية انتصاب “المدينة المطار” في منطقة “المبطوح” وتبعات هذه العملية وآثارها على جهة بنزرت وجهات الشمال التونسي عموما.

وأشار إلى أنّ الملتقى يسعى لتحليل المعلومة المنبثقة عن المجلس الوزاري التي مفادها أنّ مطار تونس قرطاج سيقع تحويله خارج العاصمة بين منطقتين: إمّا المبطوح أو الحسيان.

وقال الذوّادي: ” الدولة قررت إحداث المدينة المطار بما يعني مصانع وأنشطة تجارية، وهذا ما جعلنا نرجع لأنفسنا لنرى كيف يمكن أن نستقبل هذا المشروع في منطقة المبطوح، وكيف يمكن التنسيق مع المناطق المجاورة، مع الأخذ بعين الإعتبار حجم هذا المشروع، وكيفية تحقيق الإفادة للجهة والمناطق المجاورة”.

واستندت جمعية بنزرت 2050 الناشطة منذ 2012 والتي تعمل على مشروع تحويل المطار من الفكرة إلى الواقع العملي على جملة من المعطيات أهمها أن مطار تونس قرطاج سيستقبل في غضون عشر سنوات من الآن 13 مليون مسافر مما وهو ما يتجاوز طاقة استيعابه ما يجعله غير صالح للإستغلال بعد سنة 2030 وترى الجمعية أن المبلغ الذي أقرتهالدولة لتهيئة المطار والمفدر بألف مليار من المليمات كفيل بإنجاز مطار جديد بمعايير دولية ناهيك عن سلبيات الموقع الحالي للمطار الذي جعل العاصمة بحسب رئيس الجمعية برهان الذوادي تكون ضحية مطارها.

وفي المقابل قدم المنظمون مقترح مشروع لتحويل المطار إلى موقع شاسع يمسح حوالي 900 هكتار بمنطقة أوتيك الواقعة بين العاصمة وولاية بنزرت وهو ما سيضفي حركية اقتصادية وسياحية وصناعية على كامل ولايات الشمال بحسب جمعية بنزرت 2050 التي عرضت تصورها لهذا المشروع الضخم الذي سيكون قطبا اقتصاديا وصناعيا شاملا خاصة مع تركيز ميناء بحري ومد خطوط السكة الحديدية بين الولايات إضافة إلى الطريق السيارة والمنطقة الصناعية التي ستكون المنطقة الأمثل للمستثمرين التونسيين والأجانب والتي ستوفر آلاف مواطن الشغل للمعطلين من أبناء الجهة والولايات المجاورة لها وأكدت الجمعية أن المشروع لن يشكل عبئا ثقيلا على خزينة الدولة لوجود عدد كبير من البنوك والممولين الذين ينتظرون القرار السياسي لضخ أموالهم لإنجازه.

وأشارت دراسة المشروع التي قدمتها الجمعية في بداية اللقاء إلى أن منطقة المبطوح التابعة لمدينة أوتيك أكثر ملاءمة لإنجاز مشروع المطار من موقع الحسيان التابع لمنطقة قلعة الأندلس وهو مقترح لوزارة التجهيز منذ سنة 2017.

ومثل اللقاء فرصة لطرح الأفكار والمقترحات حول مشروع المطار الجديد حيث اتفق الجميع حول الأهمية التاريخية والإستراتيجية لمدينة أوتيك لتحتضن هذا المطار الذي ستكون له انعكاسات كبرى على الولاية خاصة من حيث التشغيل والصناعة والسياحة وأشار المتدخلون إلى أن مدينة بنزرت تتوفر على كل الإمكانيات المادية والبشرية لتحتضن مثل هذه المشروعات الكبرى وتنسج على منوال العاصمة وولايات الساحل في مجال التنمية.

وفي هذا السياق أكد والي الجهة على ضرورة الإسراع في إعداد مخطط تنموي واضح غاب منذ مدة عن الجهة وشدد رئيس بلدية بنزرت على أهمية التنسيق بين مختلف البلديات وتقريب وجهات النظر وتوحيد الأهداف والعمل المشترك من أجل تحقيق مصلحة الجهة ككل. 

من جهتها اعتبرت ﺍﻟﻨﺎﺋﺒﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﻧﻮﺍﺏ ﺍﻟﺸﻌﺐ عن ولاية بنزرت ﻟﻤﻴﺎء ﺩﺭﻳﺪﻱ ﺃﻥ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ” ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ” ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻻ ﺗﻨﻄﻮﻱ ﻓﻘﻂ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻐﻄﺎء ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺑﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻟﻤﺎ ﺗﺰﺧﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﻭﻣﻘﺪﺭﺍﺕ ﺗﻨﻤﻴﺔ وﺩﻋﺖ ﺍﻟﻨﺎﺋﺒﺔ ﺭﺅﺳﺎء ﺑﻠﺪﻳﺎﺕ ﻭﻻﻳﺔ ﺑﻨﺰﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻵﺭﺍء ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺭﺍﻳﺔ ﺗﻮﻧﺲ ﻭﺍﻟابتعاد ﻋﻦ ﺗﺠﺎﺫﺑﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﻓﻲ ﺇﺭﺳﺎء ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺗﻀﻤﻦ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ.

أما رئيسة الجمعية التونسية للتنمية المستدامة ببنزرت كوثر عبّاسي فرأت أن “الذي يفكر في جهة بنزرت لا يعني أنه أناني، بل يعني أنه يفكر في مدينة بنزرت والمثلث الذي تشكّله (مدينة بنزرت بكل معتمدياتها، تونس الكبرى، وباجة عن جهة الشمال الغربي مع جندوبة والكاف وعين دراهم..)، وبذلك سينفع كل هذه الجهات. إضافة إلى أنّ هذا المشروع سيربط ولاية بنزرت وولايات الشمال الغربي بولايات ببقية ولايات الجمهورية.

وأكدت العباسي أنّ هذا المشروع سينجح في القضاء على البطالة والتهميش، وسيمكّن من النهوض بالبلاد ككل، بما يقضي على مركزية المشاريع واقتصارها على العاصمة. يذكر أن وزيرة السياحة السابقة سلمى اللومي أكدت في فيفري 2017 الشروع في إنجاز مطار تونس الجديد بمدينة أوتيك لكن الخبر لم يحض بأي متابعة منذ ذلك الوقت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى